مرض الكلى المزمن – الأعراض والأسباب والعلاج

قبل أسبوعين

الكلى من أهم الأعضاء الحيوية في جسم الإنسان، فهي تعمل كجهاز ترشيح متكامل يحافظ على توازن السوائل والأملاح، وينظم ضغط الدم، ويساعد في إنتاج خلايا الدم الحمراء. ومع ذلك، قد تتعرض الكلى لتلف تدريجي يؤثر على قدرتها في أداء وظائفها الأساسية، وهو ما يعرف بمرض الكلى المزمن (Chronic Kidney Disease – CKD).
يعد هذا المرض من المشكلات الصحية الشائعة عالميا، ويؤثر على ملايين الأشخاص دون أن يسبب أعراضا واضحة في مراحله المبكرة. مما يجعله “العدو الصامت” للكلى. لذلك في هذا المقال، سنستعرض أسبابه، وعوامل الخطر، والأعراض، وطرق التشخيص. بالإضافة إلى استراتيجيات العلاج والوقاية، لمساعدة القارئ على فهمه بشكل أعمق والحد من مخاطره.

معلومات أساسية

تقوم الكليتان بعدد من الوظائف الحيوية، من أبرزها:

المساهمة في الحفاظ على توازن المعادن والشوارد داخل الجسم، مثل الكالسيوم والصوديوم والبوتاسيوم.
أيضا القيام بدور أساسي في إنتاج خلايا الدم الحمراء.
كذلك المحافظة على التوازن الدقيق بين الحمض والقاعدة (pH) في الدم.
بالإضافة إلى التخلص من الفضلات الذائبة في الماء عبر عملية الإخراج.

ومع ذلك، عندما تتعرض الكليتان للتلف، فإن قدرتهما على أداء هذه الوظائف تتراجع تدريجيا. مما ينعكس سلبا على صحة الجسم ككل.

أعراض مرض الكلى المزمن

في المراحل الأولى، لا يسبب مرض الكلى المزمن (CKD) عادة أي أعراض ملحوظة. لكن مع فقدان الكلى لجزء كبير من وظيفتها، تبدأ العلامات في الظهور بشكل أوضح.

من أبرز الأعراض التي قد تظهر عند تضرر الكلى بشدة:

تورم حول العينين (وذمة حول الحجاج).
أيضا تورم الساقين (وذمة طرفية).
الشعور بالتعب والإرهاق المستمر.
ضيق في التنفس.
أيضا فقدان غير مبرر للوزن.
كذلك الغثيان أو القيء، خاصة في الصباح أو بعد تناول الطعام.
رائحة تشبه رائحة البول في النفس.
أيضا انخفاض كمية البول.
أيضا تنميل في اليدين والقدمين.
أيضا سهولة حدوث كدمات أو نزيف.
كذلك آلام في العظام.
أيضا تغيرات في الجلد أو الشعر أو الأظافر.
كذلك النعاس أو ضعف التركيز (تَغَيُّم ذهني).
ضعف الانتصاب لدى الرجال.
الحكة الجلدية.
أيضا تقلصات أو تشنجات عضلية.
أيضا وجود دم في البراز.
أيضا الفواق المتكرر.
أيضا عطش مفرط.
كذلك انخفاض الرغبة الجنسية.
وأيضا الأرق.
فضلا عن انقطاع النفس أثناء النوم (Sleep apnea).

بريمارين كريم مهبلى لزيادة الرغبة عند النساء

جدير بالذكر أن المريض قد يعاني أيضا من أعراض الأمراض الأخرى المسببة لمشكلات الكلى، مثل السكري أو ارتفاع ضغط الدم.

أسباب مرض الكلى المزمن

في الواقع يعد ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري من أكثر الأسباب شيوعا للإصابة بمرض الكلى المزمن (CKD). إذ تحتوي كل كلية على ما يقارب مليون وحدة ترشيح دقيقة تسمى النيفرونات، في المقابل أي حالة مرضية تسبب تلفا أو تندبا في هذه النيفرونات يمكن أن تؤدي إلى مرض الكلى. ويعتبر كل من السكري وارتفاع ضغط الدم من أبرز العوامل التي تُلحق الضرر بهذه الوحدات الحيوية.

علاوة على ذلك، فإن ارتفاع ضغط الدم لا يقتصر تأثيره على الكلى فحسب، بل قد يضر أيضا بالأوعية الدموية في القلب والدماغ. وبما أن الكلى غنية جدا بالأوعية الدموية (highly vascularized)، فإن أمراض الأوعية الدموية تشكل خطورة خاصة عليها.

من ناحية أخرى، قد تؤدي بعض الأمراض المناعية الذاتية مثل الذئبة الحمراء (Lupus) إلى تلف الأوعية الدموية. كما قد تنتج أجساما مضادة تهاجم أنسجة الكلى مباشرة.

على الجانب الآخر هناك أسباب أخرى متنوعة لمرض الكلى المزمن. على سبيل المثال:

مرض الكلى المتعدد الكيسات (Polycystic kidney disease): سبب وراثي شائع.
أيضا التهاب كبيبات الكلى (Glomerulonephritis): قد يكون نتيجة الذئبة. أو يحدث بعد عدوى بالمكورات العقدية (streptococcal infection).

عوامل الخطر

وفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، فإن مرض الكلى المزمن أكثر شيوعا لدى الأشخاص فوق سن 65 عاما. كما أن وجود تاريخ عائلي يزيد من احتمالية الإصابة به. بالإضافة إلى ذلك، هناك مجموعة من عوامل الخطر الأخرى التي ترفع احتمالية الإصابة بمرض الكلى المزمن، وتشمل:

التدخين.
أيضا السمنة.
أيضا ارتفاع الكوليسترول.
أيضا داء السكري بنوعيه الأول والثاني.
كذلك الأمراض المناعية الذاتية.
كذلك أمراض انسداد الكلى، مثل انسداد المثانة الناتج عن تضخم البروستاتا الحميد.
علاوة على تصلب الشرايين (Atherosclerosis).
بالإضافة إلى تليف الكبد أو فشل الكبد.
أيضا تضيق الشريان الكلوي.
أيضا سرطان الكلى.
كذلك سرطان المثانة.
كذلك حصوات الكلى.
وكذلك عدوى الكلى.
وأيضا الذئبة الحمراء الجهازية (SLE).
بالإضافة إلى تصلب الجلد (Scleroderma).
فضلا عن التهاب الأوعية الدموية (Vasculitis).
وأيضا الجَزْر المثاني الحالِبي (Vesicoureteral reflux): أي رجوع البول من المثانة إلى الكلى.
كيتوستريل مكمل غذائى للوقاية من أمراض الكلى

تشخيص مرض الكلى المزمن

يبدأ تشخيص مرض الكلى المزمن (CKD) عادة بأخذ التاريخ الطبي للمريض. فإذا كان هناك تاريخ عائلي للفشل الكلوي أو ارتفاع ضغط الدم أو مرض السكري، فقد يشير ذلك إلى احتمالية الإصابة بالمرض. ومع ذلك، فإن هذا لا يكفي وحده. إذ يلزم إجراء اختبارات إضافية لتأكيد التشخيص. ومن أهم هذه الاختبارات:

صورة دم كاملة (Complete blood count)

يمكن أن تظهر صورة الدم وجود فقر دم (أنيميا). ذلك لأن الكلى تنتج هرمونًا يسمى الإريثروبويتين، وهو المسؤول عن تحفيز نخاع العظم لإنتاج خلايا الدم الحمراء. وعندما تتعرض الكلى لتلف شديد، يقل إفراز هذا الهرمون. مما يؤدي إلى انخفاض عدد خلايا الدم الحمراء وظهور الأنيميا.

اختبار مستويات الإلكتروليت (Electrolyte level test)

حيث يؤثر مرض الكلى المزمن على توازن الأملاح والمعادن في الجسم. فقد ترتفع مستويات البوتاسيوم. بينما تنخفض مستويات البيكربونات. مما قد يؤدي إلى زيادة الحموضة في الدم.

اختبار نيتروجين اليوريا في الدم (Blood urea nitrogen test)

عندما تبدأ الكلى في الفشل، يرتفع مستوى نيتروجين اليوريا. ففي الحالة الطبيعية، تقوم الكلى بالتخلص من نواتج تكسير البروتينات. لكن عند تلفها تتراكم هذه النواتج في الدم. ومن أبرزها اليوريا، وهي مادة مسؤولة عن الرائحة المميزة للبول.

اختبار الكرياتينين (Creatinine test)

الكرياتينين ناتج مرتبط بكتلة العضلات، ويعتبر ارتفاعه في الدم مؤشرا مهما على تراجع وظائف الكلى.

اختبار هرمون الغدة جار الدرقية (Parathyroid hormone test – PTH)

في الواقع تلعب الكلى والغدد جار الدرقية دورا متكاملا في تنظيم مستويات الكالسيوم والفوسفور. وعندما تتدهور وظائف الكلى، يتأثر إفراز هرمون PTH، مما يخل بتوازن الكالسيوم في الجسم. وفي المراحل المتقدمة (مرض الكلى في المرحلة النهائية – ESRD)، تفقد الكلى القدرة على إفراز الفوسفور بشكل كاف. كما يتأثر تكوين فيتامين د. مما يؤدي إلى ضعف العظام مع الوقت.

تدفق الكلى والفحص النووي (Renal flow and scan)

حيث يستخدم هذا الفحص لتقييم وظائف الكلى عبر التصوير النووي.

الموجات فوق الصوتية للكلى (Renal ultrasound)

وهو فحص غير جراحي يمكن الطبيب من رؤية صور للكلى والتأكد من وجود أي انسداد أو خلل تشريحي.

اختبارات إضافية (Other tests)

أيضا قد يطلب الطبيب مجموعة من الفحوصات المكمّلة مثل:

خزعة الكلى (Kidney biopsy) لتحديد طبيعة الضرر النسيجي.
أيضا اختبار كثافة العظام (Bone density test) لتقييم تأثير المرض على العظام.
أيضا الأشعة المقطعية للبطن (Abdominal CT scan).
كذلك الرنين المغناطيسي للبطن (Abdominal MRI).

اقرأ أيضا عن عقيدات أو أورام الغدة الدرقية – الأعراض والأسباب والعلاج

علاج ومضاعفات مرض الكلى المزمن

في الحقيقة يعتبر مرض الكلى المزمن (CKD) مرضا مزمنا، أي أن الضرر الحاصل في الكلى لا يمكن إصلاحه نهائيا. لذلك يهدف العلاج بشكل رئيسي إلى:

تحسين السيطرة على المرض الأساسي المسبب (مثل ارتفاع ضغط الدم أو السكري).
أيضا الوقاية من المضاعفات أو السيطرة عليها.

من أبرز مضاعفات مرض الكلى المزمن:

احتباس السوائل (Fluid overload).
أيضا فشل القلب الاحتقاني (Congestive heart failure).
أيضا فقر الدم (Anemia).
كذلك هشاشة العظام (Brittle bones).
كذلك فقدان الوزن (Weight loss).
فضلا عن اختلال توازن الأملاح والمعادن (Electrolyte imbalance).

عموما، السيطرة المبكرة على الأمراض المصاحبة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري يمكن أن تبطئ من تدهور وظائف الكلى.
وفي المراحل النهائية (End Stage Renal Disease – ESRD)، عندما تقل وظيفة الكلى إلى أقل من 10%، قد يحتاج المريض إلى غسيل كلوي (Dialysis) أو زرع كلية (Kidney transplant).

استراتيجيات علاج مرض الكلى المزمن

أولا: التغييرات الغذائية (Diet changes)

تقليل استهلاك الدهون والملح والبروتين والبوتاسيوم.
أيضا الحد من السوائل والصوديوم للمساعدة في ضبط ضغط الدم ومنع احتباس السوائل.
أيضا ضمان الحصول على سعرات حرارية كافية للحفاظ على الوزن.
كذلك إذا كان المريض مصابًا بالسكري، قد يحتاج إلى تقييد الكربوهيدرات.

يجب دائمًا مناقشة أي تعديلات غذائية مع الطبيب أو اختصاصي تغذية متخصص في أمراض الكُلى.

ثانيا: تغييرات نمط الحياة (Lifestyle changes)

ممارسة النشاط البدني المنتظم.
أيضا الإقلاع عن التدخين، إذ يحسن صحة الأوعية الدموية ويبطئ تدهور الكلى.

ثالثا: المكملات والعلاجات

قد يشمل العلاج:

مكملات الحديد والفيتامينات لعلاج فقر الدم.
أيضا الكالسيوم وفيتامين د للحفاظ على صحة العظام.
أيضا حقن الإريثروبويتين لتحفيز إنتاج خلايا الدم الحمراء.
كذلك أدوية رابطة للفوسفات (Phosphate binders).
فضلا عن ملينات للتغلب على الإمساك.
بالإضافة إلى مضادات الهيستامين لتقليل الحكة.

بالإضافة إلى ذلك، في حالة CKD المرتبط بالسكري من النوع الثاني، قد يصف الطبيب دواء Kerendia (فينيرينون – Finerenone)، والذي يقلل من خطر:

استمرار انخفاض معدل الترشيح الكبيبي (GFR).
أيضا تطور المرض إلى ESRD.
أيضا الوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية.
كذلك النوبات القلبية غير المميتة.
كذلك دخول المستشفى بسبب فشل القلب.

يستخدم هذا الدواء فقط تحت إشراف الطبيب المختص.

رابعا: العلاج الطبي

الغسيل الكلوي (Dialysis): يستخدم عندما تفقد الكلى القدرة على تنقية الدم.
كذلك زرع الكلية (Kidney transplant): يعتبر خيارا علاجيا لبعض المرضى.
ـيضا التحكم في مستوى السكر بالدم عند مرضى السكري.

خامسا: التطعيمات (Vaccinations)

نظرًا لزيادة قابلية الإصابة بالعدوى في مرضى CKD و ESRD، غالبا ما يوصي الأطباء بالحصول على التطعيمات التالية:

لقاح المكورات الرئوية (Pneumococcal vaccine).
أيضا لقاح التهاب الكبد B (Hepatitis B vaccine).
أيضا لقاح الإنفلونزا الموسمية (Influenza vaccine).

الوقاية من مرض الكلى المزمن

في الواقع لا يمكن دائما الوقاية من مرض الكلى المزمن (CKD). لكن السيطرة على الأمراض المزمنة المصاحبة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري تساعد بشكل كبير في تقليل خطر الإصابة. كما ينصح الأشخاص الأكثر عرضة للخطر بإجراء فحوصات دورية للكلى للكشف المبكر عن أي تراجع في وظائفها. حيث يساهم التشخيص المبكر في إبطاء تطور المرض وتحسين جودة الحياة.

الأسئلة الشائعة

ما هي العلامات الأولى لمرض الكلى؟

في المراحل المبكرة من CKD قد لا تظهر أعراض واضحة. لكن هناك بعض المؤشرات التي يجب الانتباه لها، مثل:

الإرهاق والدوخة، وقد يشيران إلى تراكم السموم في الدم.
أيضا ارتفاع ضغط الدم.
أيضا تورم اليدين والقدمين.
كذلك التهابات متكررة في المسالك البولية.
كذلك وجود بروتين أو دم في البول.

ما هي الأنواع الأربعة لمرض الكلى؟

في الواقع، هناك العديد من أمراض الكلى وليست أربعة فقط. ومن أبرزها:

مرض الكلى المتعدد الكيسات (Polycystic Kidney Disease): تنمو فيه أكياس صغيرة مملوءة بالسوائل داخل الكلى مما يعيق عملها وقد يؤدي إلى فشلها.
أيضا التهاب كبيبات الكلى (Glomerulonephritis): التهاب يصيب الأوعية الدموية الدقيقة داخل الكلى وقد يتطور إلى فشل كلوي.
كذلك حصوات الكلى (Kidney Stones): ترسّبات معدنية صغيرة تنمو داخل الكُلى وتخرج مع البول، وغالبًا ما تكون مؤلمة.
بالإضافة إلى اعتلال الكلى بالجسم المضاد IgA (IgA Nephropathy): مرض مناعي ذاتي تنمو فيه أجسام مضادة داخل الكُلى وتهاجم أنسجتها.

هل يمكن شفاء مرض الكلى المزمن؟

بطبيعة الحال، حتى الآن، لا يوجد علاج شاف تماما لمرض الكلى المزمن، لكن يمكن من خلال العلاج المبكر:

التحكم في الأعراض.
أيضا تقليل المضاعفات.
كذلك إبطاء تقدم المرض.

بصفو عامة، التشخيص المبكر يعد عنصرا أساسيا للحفاظ على جودة الحياة عند مرضى CKD.

الخاتمة

مرض الكلى المزمن من الأمراض التي تتطور بصمت وقد تصل إلى مراحل متقدمة دون أن يلاحظ المريض ذلك. ولهذا فإن الوعي المبكر والفحص الدوري يعدان من أهم وسائل الحماية. إن اتباع نمط حياة صحي يتضمن التغذية المتوازنة، أيضا ضبط ضغط الدم ومستويات السكر، كذلك الإقلاع عن التدخين، يمكن أن يقلل من مخاطر الإصابة أو يبطئ من تطور المرض.
ورغم أنه لا يوجد علاج نهائي حتى الآن، إلا أن التشخيص المبكر والتدخل الطبي المناسب يساعدان المرضى على التعايش بشكل أفضل والحفاظ على جودة حياتهم. وفي النهاية، تبقى الوقاية خيرًا من العلاج، وتبقى المعرفة أول خطوة نحو صحة أفضل.