كيف يفسد الإشعاع النووي إحراز الأهداف في مباريات الشطرنج؟

folder_openتدوينة وخاطرة
commentلا توجد تعليقات
كيف يفسد الإشعاع النووي إحراز الأهداف في مباريات الشطرنج؟

كيف يفسد

الإشعاع النووي وإحراز الأهداف في مباريات الشطرنج

في قاعة محصنة تحت الأرض، جلس لاعبان أمام رقعة مشعة . الهواء ثقيل كأنه مزيج من غبار الزمن وذرات البلوتونيوم، وأصوات العدادات تطن كنبض ميكانيكي لا يعرف الرحمة.
وحيث كان أحد لاعبي الشطرنج يبتسم بثقة غامضة، كمن يعرف أن كل نقلاته مكتوبة سلفا في تقرير سري؛ كان اللاعب الآخر قد فقد قدرته على تمييز الأبيض من الأسود. بعد عشر دقائق من الصمت، أعلن الحكم انتهاء المباراة بالتعادل، لأن رقعة الشطرنج نفسها بدأت تذوب.

اقرأ أيضا عن طرق علاج القولون العصبي

هل يمكن للإشعاع النووي فعلا أن يؤثر على التفكير الاستراتيجي؟

ربما يبدو السؤال عبثيا، لكن العالم الذي نحيا فيه صار تجسيدا لعبث أكبر: عالم يشع فقط بالنفايات الذرية والإشعاع النووي، بل تشع فيه الأفكار والمعلومات والإعلانات من كل اتجاه كأنها غبارا نوويا، حتى صرنا عاجزين عن التفكير كما يفعل لاعب الشطرنج في أول نقلة… بتركيز، وهدوء، ونية واضحة.

تقول الدراسات الوهمية — التي نحب تصديقها أكثر من الحقيقة إن النيوترونات الحرة تقلل احتمالية التفكير قبل النقلات الحاسمة بنسبة 43%.، لكننا لا نحتاج إلى مختبر نووي لنتأكد من ذلك؛ يكفي أن نفتح هواتفنا صباحا لنقيس مستوى التلوث العقلي.

كل إشعار هو رسالة مشعة، أيضا كل خبر طارئ هو انفجار صغير في الفص الأمامي من الدماغ. وهكذا نبدأ يومنا بنقلات مرتجفة، نتحرك لا لأننا خططنا، بل لأننا خفنا أن نتأخر عن السير في موكب لا نعرف إلى أين يتجه.

نعيش وسط إشعاع من نوع آخر؛ إشعاع فكري يجعل عقولنا تتوهج من فرط الإجهاد. فنقرأ أكثر مما نفهم، أيضا نشارك أكثر مما نؤمن، كذلك نفكر أقل مما نظن.
صار التفكير فعلا إشعاعيا، محفوفا بالمخاطر، ممنوعا بقرار غير معلن من الضوضاء العامة.

اقرأ أيضا عن طرق التخلص من الأهل والأصدقاء والأقارب نهائيا!

كلنا نحاول أن نكسب مباراة شطرنج على رقعة مشعة 

في الواقع، الإعلام يحرك الملك بدلا من الوزير، ويقول إن اللعبة انتهت؛ لأن الفيل مات! والسياسة تقفز كالحصان في الاتجاه الخاطئ، والضوضاء تجعل الأبيض والأسود لونا رماديا واحدا بلا معنى.
نحسب أننا نلعب بذكاء، بينما الحقيقة أننا مجرد بيادق في لعبة أكبر، تدار من برج مراقبة تسرب الضوء بدلا من الأفكار.

في الحقيقة تكمن المأساة في أننا ما زلنا نبحث أثناء الإشعاع النووي عن إحراز الأهداف في لعبة لا يوجد فيها مرمى. نظن أن النجاح مجرد “كش ملك” بينما رقعة الشطرنج كلها تحترق من تحت أيدينا. نظن أن السر في النقلة الصحيحة، بينما اللعبة ذاتها مشعة بالارتباك.

سفن سيز للتركيز والذكاء زيت كبد الحوت
سفن سيز للتركيز والذكاء زيت كبد الحوت

هل هو إشعاع نووي حقيقي بالفعل ؟

الإشعاع هنا ليس بلوتونيوم، بل فيضا من كل ما لا يلزمنا. منشورات الآخرين، مقارنات لا تنتهي، طموحات مصنوعة على مقاس الإعلانات. وإعلانات مصنوعة على مقاس العقول المحاكة سلفا!
تسلل الإشعاع إلى أدمغتنا ببطء، حتى صار الصمت رفاهية، والتفكير ترفا، والهدوء تهمة. صرنا نتوه في زحام المعلومات كما يتوه الجندي وسط دخان الانفجار، لا يرى خصمه ولا نفسه

ولو أجرينا تجربة حقيقية حول تأثير الإشعاع النووي وإحراز الأهداف في التفكير الاستراتيجي، فوضعنا مجموعة من اللاعبين في غرفة عازلة للضجيج، وأخرى في غرفة ملوثة بالإشعاع النووي والمحفزات، فسنجد أن الفريق الأول يلعب بنقلات هادئة تشبه التفكير، بينما الفريق الثاني يتحرك كمن يهرب من نفسه.
تجربة كهذه لا تحتاج تمويلا نوويا؛ نحن نعيشها يوميا دون أن نلاحظ. كل إشعاع رقمي يصيبنا بطفرة جديدة من التسرع، من الرغبة في الظهور، من الخوف أن نُنسى. حتى صار التفكير العميق فعلا مقاوما، كمن يزرع زهرة في قلب المفاعل.


أيضا تابع مقالات طبية حول مختلف مواضيع الرعاية الصحية. على بشينى 

تأثير الإشعاع النووي والقدرة على التفكير وتحديد الأهداف

لبيان تأثير ذلك يمكنك تخيل أن أحدهم قد قام بتقييد يديك بحبل ربط طرفه بسيارة. كلما انطلقت السيارة كلما ازداد انسحاقك وضعفت سيطرتك، أليس كذلك؟ هكذا نفعل بأنفسنا في سباق السرعة المعاصرة. العالم الحديث جعلنا نعتقد أن السرعة نوع من الذكاء، بينما هي في حقيقتها نوع من الإشعاع يشبه في تأثيره الإشعاع النووي.

كل ما يلمع ليس ذهبا، أحيانا يكون نيوترون طائشا. ومع ذلك، نواصل اللعب بحماسة العميان، نبحث عن هدف لم نحدده، ونفرح بنقلة لم نفهم معناها. نركض خلف كل جديد، لا لأننا نحتاجه، بل لأن الضوء يجذبنا كما يجذب اللهب الفراشات.

ربما لو جلس اللاعب لحظة إضافية قبل أن يمد يده، لأدرك أن اللعبة الحقيقية ليست على رقعة الشطرنج ، بل في رأسه. لكننا فقدنا تلك اللحظة، فقدنا المسافة بين التفكير والفعل، بين السؤال والإجابة، بين الضوء والعتمة. صار كل شيء يحدث في وقت واحد، حتى المعنى نفسه تبخر من شدة الإضاءة.

في النهاية، ما خسرنا المباراة لأننا أخطأنا النقلة، بل لأننا نسينا أن نطفئ المفاعل قبل أن نبدأ اللعب. فانتشر الإشعاع النووي وإحراز الأهداف صار غير ممكنا…

نسينا أن التفكير يحتاج إلى ظلام بسيط، وسكون يشبه سكون ما قبل الانفجار. لكننا فضلنا الضوء… الكثير من الضوء، حتى احترقت أعيننا.


نشكركم لمتابعتنا على صفحاتنا الرسمية:

صفحة BESHEENY على فيسبوك.

كذلك BESHEENY على الانستجرام.

أيضا BESHEENY على منصة X تويتر.

أيضا BESHEENY على منصة pinterest.

كذلك  BESHEENY على منصة linkedin.

كذلك قناة besheeny على منصة telegram.

Tags: التفكير الاستراتيجي, التفكير الصحيح وتحديد الأهداف, الذكاء والتركيز, الشطرنج, تنمية بشرية, مخاطر الإشعاع النووي

Related Posts

لا توجد نتائج.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Fill out this field
Fill out this field
الرجاء إدخال عنوان بريد إلكتروني صالح.
You need to agree with the terms to proceed

keyboard_arrow_up